القبـر اول ليلـه ...بـالله قـلي مـايكـون؟؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم و رحمة و بركاته
دائماَ تتبادر إلى أذاننا كلمة و نكررها في أفواهنا ، هي تضم حروف قليلة لكنها تحمل معاني عظيمة ...
نقولها ولم نتفكر يوماَ في مرارتها و قسوتها على القلوووووب .
كلمة لابد أن يتعايش كل إنسان معها بأدق تفاصيلها ، وهي تتفاوت من شخص لأخر في شدتها ...
إنها كلمة :
الفرااااااااااااااااااااااااااااق ...
لابد أن يمر علينا هذا الوضع ...
فمثلاَ :_
لو تعرفتي على صديقه في الدراسة و أحببتها حباَ عظيماَ .. ثم بعد ذالك تتفرقا .. إما لانتهاء الدراسة ، أو لدخلوها تخصص غير تخصصك ...
كذالك صديقتك التي في نفس تخصصك لابد من أن تتفرقا .. وذالك بالتخرج ..
أيضاَ أسرتك ( أمك و أباك و أخوتك) .. لابد من أن تفارقيهم بالزواج و تكوين أسره جديدة ، و لاربما تذهبين انت و زوجك إلى بلده غير التي يسكنها اهلك ...
جميع النماذج التي سبقت تعتبر نوع من أنواع الفرااااق ...
لكنه فراق مؤقت..... سيأتي يوم و تلتقين مع صديقاتك إما في حفل زواج أو في أي مكان عام ..
و أسرتك ستزورينهم من وقت لأخر ..
هذا الفراق بيدنا ونحن الذين نصنعه بقدر الله تعالى ..
لكن هناك فراق إجبااااااااااااري....... ليس بيدنا وليس بخاطرنا أن نخوض هذه التجربة المريرة ..
هناك فراق....... لا تستطيع أي قوة في العااااالم أن ترجع لكي من فارقتي أبدا ..
هناك فراق........ سنتعايش جميعنا معه ( أنا ، و أنت ، وهو ، وهي ، والعالم بأسره ) ..
هناك فراق ........سنشرب من كأسه طال الزمان أم قصر ..
لابد أنكم عرفتوه ،،،
إنه فراق المووووووووووت
هذا الذي أذل الملوك و العظماء ..
هل تفكرنا في هذه الحظه ؟؟
هل عملنا لأجلها ؟؟
سيذهب أبي و أباك ،، و أمي و أمك ،، و أخوتي و أخوتك ،، و أنا و أنت ..
إذن لماذا نجري و راء دنيا هذه نهايتها لا محالة ؟؟؟
هل أعدينا العدة و العتاد و استعدينا ليوم المعاد ؟؟؟
أحد التابعين و قف على شفير القبر و كان يبكي و يقول ( لأمر هذا أوله حري بأن يخاف من آخرة .. و لأمر هذا آخرة حري بأن يزهد في أوله ).. ( يقصد الدنيا )..
يا أخياتي دائماَ اتفكر في نفسي و أقول: هل من المعقول أني سأدخل لحفره متر في متر ؟؟
هل من المعقول أن الذي سيضعني فيها أحب الناس إلي أبي ..و أخي.. أو ولدي ؟؟
أقول في نفسي :
أي قسوة في قلوبهم ،، هل أصبحت قلوبهم حجارة ؟؟
كيف يضعون أبنتهم في هذه الحفرة المظلمة الموحشة ؟؟
أبي : ألا تعرف أني أخاف من الظلام ؟؟
أخي : ألا تعرف أني لا أحب أن أجلس وحدي ؟؟
أين أنت يا أبي لتحميني مما سيحصل لي ؟؟
أين أنت يا أمي ، محتاجه لحضنك الدافئ و محتاجه لحنانك ..
أختي ،أين أنت لنتسامر و نتحدث كما هو عادتنا في كل يوم ..
ما الذي تغير و ما الذي حصل !!
هل هذا اليوم غير كل الأيام ؟؟؟
هل بعد هذا اليوم سأرجع لكم و تعود حياتنا كعادتها ؟؟؟
كل هذه أفكار تكاد تحطم رأسي من التفكير فيها ...
لكن عزائي الوحيد هو أنهم سيتركوني لمن هو أرحم بي منهم جميعا..
سيتركوني لمن سبقت رحمتة غضبه و سبق حلمه عذابه ..
سيتركوني للرحمن الرحيم ..
كنت في ضيافتهم حياتي كلها... و اليوم أنا في ضيافة أرحم الرحمين و أكرم الأكرمين ..
إذن : لن يضيعني الله أبداَ ،،
لن يخوفني الله أبداَ ،، بما أني مت على لا إله إلا الله محمد رسول الله ..
إذن لا أخاف بعد اليوم ظلماَ و لا هضما ..
هناك كلمات شديدة تمر في مخيلتي :
ملك الموت ،،، منكر و نكير ،،، مالك خازن النار .
يا الله ما أقواهم من ملائكه و ما أغلظهم ..
و أسترسل في أفكار و أتمعن بدقة و أتفكر في قوة بطشهم و عظيم خلقتهم .... فأجد أنهم و ببساطة ..
جميعهم خدم لله تعالى ..
ليس من حقهم ولا يستجرئون أن يفعلوا أمر إلا بعد أخذ الأذن من سيدهم و مولاهم .
إذن هم ضعفاء مثلي مثلهم وسيدنا وااااااااحد .
وهو... الله الواحد القهار .
فاللهم يا حي يا قيوم أسألك بعزك و جلاك أن تأمرهم ألا يخوفونا إذا تركنا دنيانا ، اللهم مرهم أن يكونوا هينين لينين علينا ،اللهم كلنا إليك ولا تكلنا إلى غيرك . اللهم آمييييين .
هل عرفتم يا أخياتي كيف أن كلمة الفرااااق ليس هينة على القلب أبداَ ..
اليوم لاربما سننام على أسرتنا الناعمة .
لكن من يضمن لي غداَ أننا لن نوسد الحجاره و التراب ؟؟؟
فأوصيكم و نفسي بتقوى الله تعالى في السر و العلن و أن نجتهد لهذا اليوم لنكون من السعداء برحمة الواحد الأحد .
أوصيكم بأن نترك ملذات الدنيا الزائفه ،،
ونتعلق بدار رضوان خازنها و الجار أحمد و الرحمن بانيها ..
هذه خواطر أردت من خلالها أن أوصل لكم بعض الذي في ذهني من أفكار ..
لعل وعسى فهمتم الرسالة ،وعرفتم ما تضمه حروفي من كلمات خرجت من أعماق فؤادي هديه لأخواتي في الله ..
و أتمنى أن لا تنسوني من خالص الدعاء بظهر الغيب ..
آلم الفراق يهز أعماق الفؤاد .......... ويبث شكواه الحزينة في البلاد ..
و يقول يا صحبي الكرام تمهلوا ............. ما كلنا ينوي فراقاَ و ابتعاد ..
لكنها آهات صدر علها ...................ترسم بسماَ أو تعيد لنا وداد..
لكنها شكوى محب علها .............. تغمض جفناَ لم يذق طعم الفراق ..
بعد افتقاد أحبه كانوا لنا ... .............. كالنور يضوي ماحياَ ليل السواد ..
إن عز في الدنيا اجتماع أحبتي ............. يا رب فجمع شملنا يوم المعاد
هذا وصلى الله على محمد و على آله و صحبه أجميعن ..
[b]