محمد رشدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


صدقة جارية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لاتفقدنى للأبد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مرمر الامورة
Admin
مرمر الامورة


المساهمات : 296
تاريخ التسجيل : 18/05/2009

لاتفقدنى للأبد Empty
مُساهمةموضوع: لاتفقدنى للأبد   لاتفقدنى للأبد Emptyالثلاثاء أغسطس 11, 2009 10:37 pm

لاتفقــــدني للأبــد "



جَلَسَ يَرْتشفُ قَهوتَهُ كَعَادَتِهِ كُلّ صَبَاحٍ
شَعرَ أنّ نَظرَتَهُ اليومَ للحياةِ تَختلفُ بَعدَ أن أعَادَ تَرْتِيبَ أورَاقِهِ أمس ، وَنفَضَ الغُبَارَ عَن أدْرَاجِهِ القَدِيمَةِ
،قَرّرَ أن يَبْدَأ حَيَاةً جَدِيدةً ،و بِنَشْوَةٍ مَمزُوجَةٍ بِسَعَادَةٍ غَرِيبَةٍ
مَدّ يَدَهُ إلى فُنجَانِ قَهْوَتِهِ
فَوَجَدَهُ فَارِغا ً
فارغــا ً إلّا مِن بَقَايـَـــا ذِكْرَيَاتٍ جَمَعَتهُ بِصَاحِبهِ يَوماً ما
حَاوَلَ إسْتِرجَاعَهَا ( اسْتِرجَاعَهَا ) فِي لَحْظَةٍ ، وَإذَا بِطَيفِهِ يَبْزُغُ مِن خَلْفِ قُضبَانِ نَافِذَتِهِ المُتْعَبَةِ ، طَيفُ ذَاكَ الصّدِيقِ الّذِي فَارَقَهُ يَوماً دُونَ سَابقِ إنذَارٍ فَمَاكَانَ مِنهُ إلا أن أعَادَ فُنجَانَهُ الفَارِغَ إلى طَاوِلَتِهِ ،وَخَاطَبَهُ فِي دَهْشَةٍ :

-صَدِيقِي عُدت إليّ !

أهُوَ الوفاءُ جَاءَ بِكَ ؟ !!
أينَ كُنتَ ؟



-لَمْ أفَارِقُكَ يَوماً ، كُنتُ أرْقُبُكَ مِن بَعِيدٍ .

- أنا مُتعَب ٌ , أحْتَاجُكَ .

-مَاأتْعَبكَ إلا طَيشُكَ ، وإسُرَافُكَ فِي أمرِكَ .

-عَجَبا ً كُنتَ صَاحِبِي !



-وَلازِلتُ، لَكِنّهَا فُرصَتُكَ الأخِيرَةُ مَعِي وَهُو الرّحِيلُ الأخِيرُ
تَعِبت ُ مِن كُلّ مَافِيك َ، تَعِبت ُ مِن تَفْرِيطُكَ بِي وأنا وأنتَ مُنذُ وُلِدتَ رِفَاق ، فَمَاعَرفْتَ الوَفَاءَ وَلاصُنتَ الإخَاءَ
سَأرحَلُ إلى مَن يَعرفُ قِيمَتِي وَأتْرُكُكَ مَع دَهْشَةِ فُنجَانِكَ الفَارِغَ !

- لا ، لاتَرحَل أرْجُوكَ فَأنا مُتعبٌ

يَاصَاحِبِي رِفْقَتِي غَدَرتْ بِي وَمَاكُنتُ لَهُم إلا وَفيّاً

-الوفاءُ بَابُ التّقْوَى ،أينَ أنتُم مِنهَا ؟؟!!
لكن ،،،
لاتأسف عَلَى شَيءٍ
فإنّكَ إن أحْببتَ وَوَجدتَ جُحوداً فالرّابِحُ أنتَ وإن أعْطَيتَ وَوجدت نُكرَاناً ؛ الرّابحُ أنتَ
وإن حَاولتَ وَفَشِلتَ فَوَحدكَ مَن سَيعرفُ السّببَ!
إذاً ( إِذَنْ ) دَعِ الأسفَ جَانِبا ً وَتعلمْ أن تَخْتارَ جَيدا ً لِتبقَى عَلَى وِئامٍ

- كيفَ أبْقَى علَى وِئامٍ وَذاتِي هِي مَن أتْعَبتنِي ؟!

- وأتْعَبَتنِي أيضاً
أتَذكُرُ تِلكَ الليَالِي البَرِيئةِ حِينَ كُنتَ طِفلا ً تَتَوسّدُ ذِرَاعَ أمّكَ المُتْعَبَةِ مِن كُلّ شيء إلا حُبّكَ ؟
أتَذكُرُ سَاعَاتِ الصّفاءِ الّتِي جَمَعتكَ وَصُحْبَةُ الخيرِ الّتِي فَرطتَ فِيهَا ؟
أتَذكُرُ لَحَظَاتِ وَدَاعِكَ للبراءةِ فِي لَحظةِ طَيشٍ وَكيفَ تُؤرخُهَا كُلّ ليلةٍ بِمدَادِ مِن دمٍ وَدُمُوعٍ
فِي ُمحَاوَلَةٍ مِنكَ لِنسْيَانِهَا ، لكن !
تَأبّى اللوحــةُ إلا أن تُعانِدَ
وتَتمرّدَ عَلَى كُلّ شَيءٍ لِترسُمَ
شَجَرَةً تَمْتَدُ عُرُوقُهَا إلى هُنَاكــ
إلى وَاد ٍ مِن الذّكْرَيَاتِ السّحِيقَةِ
الّتِي كَانتْ تَنعمُ بِالحُرّيَةِ يَوماً مَــا
فَانهَارتْ تَحتَ وَطأةِ التّحليقِ بَعِيداً
أبعدَ مِن أحْلامِهَا
وأبْعَدَ مِن مِسَاحَاتِهَا الخَضرَاءِ
فَسَحَقتْ فِي لَحظَةٍ طَيشَ
وَعَادتْ لِتَرْسُمَ اللوحَاتِ
وَهَيهَاتَ تُمحَى هَيهَات

- قَسوتَ عَليّ كَثِيراً يَاأخِي

- بَلِ القَسْوةُ الحَقّةُ هِيَ رَحِيلِي عَنكَ

هَاكَ يَدِي وَمَعَهَا بَقَايَا أمل

-تعبت ُ، تعبت ُ مِن كلّ شيء .



- أخِي ،سَتمضِي الأيّامُ
تُسابِقُ خُطَاكَ المُتعبةِ
وأنتَ َ مَكانَكَ ....لاشيء
الوحْشَةُ تَملأ المَكَانَ
وَرَائحَةُ المَوتِ تَقْتَرِبُ
مَوتُ كُلّ شيءٍ فِيكَ حَتَى ذَاتُكَ
فَالإنكِسَارَاتُ (فَالانكِسَارَاتُ ) كَثِيرةٌ
والإنتصَاراتُ (والانتصَاراتُ ) قَليلةٌ ..والأرضُ حُبلَى بِالهُمومِ
ولاشيء
سِوَى المَـــوتِ
يَنظرُ إليكَ بِعينِ العَطفِ
ولسانُ حَالِهِ يَقُولُ :
هَلْ أعددتَ العُدّةَ لِي ؟؟؟

- الموتُ ! أخَافُه وَأخشَى الحَرِيقَ



- لاتَخشَ الحَرِيقَ
تَقدمْ سِرْ فِي الدّربِ وَارمِ باِلأثقالِ جَانِبا ً
دَعِ الامطارَ تَهْطُلُ فَإنّهَا سَتغْسِلُ كُلّ شيء
سَتغسِلُ البَعْضَ وَتُفتِتُـــه
وتُلمعُ البَعضَ وَتُعِيدهُ أملَسا ً كَالحَريرِ
إذَا لَمْ تَفعَل فَستَنُوءُ بِحِملِ تِلكَ الأوحَالِ وَسَتَغطِسُ أقْدَامُكَ فِي الطيــنِ
سَيُدَنِسُ ثَوبكَ وَبَدَنَكَ
وَبعـــدُ
لن يَنظَفَا أبداً
وإن أردتَ المَسِيرَ
تَابِعِ الدّربَ
فَهُناكَ بِانتِظاركَ مَاءٌ عَذبٌ إن أردتَ شَرِبتَ وأن أردتَ اغْتَسَلتَ
تَطَهرْ مِن ذُنُوبِكَ وانهَضْ
اجعَلِ الحُبّ رَبِيعَ قَلبِكَ
أحبّ مَن حَولَكَ لِتَعِيشَ فَمَا الموتُ إلامـــوتُ القُلوبِ
عَليكَ بِالتّضحِيةِ فِهيَ مَصِيرُكَ
أنتَ مَن اختِرتَ الطّرِيقَ
فَلاتَخشَ الحَرِيقَ

أطرقَ رَأسهُ ، صَمتَ ، شَهقَ ، بَكَى ، نَظَرَ إلى مُصْحَفِهِ
و ابْتَسَمَ
رَفَعَ رَأسَهُ وإذَا بِالطّيفِ يَكادُ يَرحَلُ
خَاطَبهُ مُتوسِلا ً:

-لاتَرحَــل !!!

-سَأرحلُ يَوما ًفَاعْمَلْ عَلَى أن لاتَحتَاجَ إلا لأعْمَالِكَ
ولست ُبِصَاحِبكَ الدّائم

- مَن أنــــتَ ؟؟!!!

- أنَا وَقتُكَ المُهـــدُور
[b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mohamedroshdy.ahlamontada.com
 
لاتفقدنى للأبد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محمد رشدى :: ادعية واحاديث للنفس-
انتقل الى: